الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} يبين تعالى أنه خالق أفعال العباد، وأنه المحمود على جميع ما صدر منهم من خير، لأنه هو الذي وفقهم لذلك وأعانهم عليه، ولهذا قال عروة بن الزبير في قوله:{وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا} أي ليعرف المؤمنين نعمته عليهم، من إظهارهم على عدوهم مع كثرة عدوهم وقلة عددهم، ليعرفوا بذلك حقه ويشكروا بذلك نعمته.
فالآيات تؤكد تدبير الله للمؤمنين من فوق سبع سماوات من وراء الحركة الظاهرة أمام العصبة المؤمنين، والشواهد على ذلك كثيرة في الماضي والحاضر، ففي غزوة بدر ـ التي نزلت هذه الآيات فيها ـ نجد رمية الحصى التي رماها رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوه الكفار قائلا: شاهت الوجوه ، هذه الرمية لم تبق في ذلك اليوم أحد من المشركين إلا وقد أصابه منها، فهي حقا رمية من الله تعالى بيد رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم يختم الله الآية بقوله: {إن الله سميع عليم} سميع الدعاء، عليم بمن يستحق النصر والغلب، يسمع استغاثتكم ويعلم حالكم، ويجعلكم ستارا لقدرته متى علم منكم الخلوص له، ويعطيكم النصر والأجر كما أعطاكم في بدر.
والآية متجددة في كل زمان ومكان، فإذا استعان المسلمون بالله تعالى...ووثقوا بقدرته...وتوكلوا عليه ـ مع إعداد العدة والأخذ بالأسباب ـ حينئذ يستحق المسلمون معية الله...ويكونوا مؤهلين حقا أن يرمي الله عنهم...وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين.
المزيد |